القصيم في هضبة نجد التي تتميز بإتساعها وتقارب لهجات مناطقها المختلفه , حيث تشارك في معظم مفرداتها - وإن إختلف النطق شيئا يسيرا - هذا الإختلاف في النطق يسري حتى في القصيم ذاتها , من مدينة إلى مدينه , ومن قرية إلى قريه , والأسباب كانت إنعدام الأمن قبل توحيد المملكة العربية السعوديه , وصعوبة الإنتقال فيما بينها , وربما إستحالته في بعض الأحيان , مما جعل الإختلاط قليلا , لا يكفي للتعايش الذي يؤدي إلى تمازج اللهجات او توحيدها , فالزيارات التي تتم هي لقضاء لزوم لا يتعدى سويعات ثم تنتهي , وكلٌّ يخاطب الآخر بلهجته , يفهمون على بعضهم , ولكنهم لا يستعملون مفردات ذاتها او النطق ذاته ..
هناك قرىً في القصيم لا يفصل بينها إلا كيلومتراتٍ قليلة ولكن يوجد بعض الإختلاف في لحن النطق , كما يوجد إختلاف في مصطلحاتٍ كثيره , لذلك نجد تعدد المصطلحات للشيء او الفعل نفسه , فمثلا : المنجل (وهو أداة حصد الزرع او العشب) له أكثر من مسمى , كـ (مَحَشْ) و (مِخلَبْ) ..
التعايش هو ما يوحد اللهجة وتوحيد (تداول) مصطلحاتها , وهذا اصبح واقعاً ملموسا الآن , ولكنه يحتاج إلى عقود وأجيال ليؤدي مفعوله بشكل واضح , وقد بدأ ..
كل تلك الإختلافات في النطق والمسميات (او المصطلحات) ليس بغريب , ولكن الطرافة والخصوصية تتمثل في أن أهل القصيم
نجحوا في تكوين لهجتهم الموحدة , وأيضا إستعمال حروف (مهجنة) تمسكوا بها منذ قرون , مثل قلب الحرف المعروف إلى حرف لا وجود له في اللغة العربية ولا يمكن كتابته بسهولة , وكمثال على ذلك : حرف الكاف , والقاف .. كليهما يقلب إلى حرف غريب النطق وصعب الكتابة , هكذا : تس , وللتمثيل : تنطق كلمة (قليل) بـ (تسليل) بمزج (ت) و(س) دون حركه لتكون حرفا واحدا ..
ايضاً كلمة : كلب , تنطق (تسلب) , وليكون نطقها صحيحا يجب عدم تحريك الحرفين الأولين ليبدو نطقهما كحرفٍ واحد ..
في المرة القادمة سنجرب مفردات اخرى كثيره , وكذلك سنوضح متى يغير نطق الحرف , لإعتماد ذلك على سياق الحديث ..
شكرا لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق